الأوقاف
منبر العلم والدين 61 منبراً ثابتًا بأوقاف أسيوط يناقش أسس بناء الأسرة السوية
منبر العلم والدين61 منبراً ثابتًا بأسيوط يناقش أسس بناء الأسرة السوية”
===========================
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور محمود سعد جاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، وتحت إشراف الشيخ محمد عبد اللطيف محمود، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية، انعقد اليوم الثلاثاء الموافق 19 نوفمبر 2024، البرنامج التوعوي المشترك بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف بمديرية أوقاف أسيوط. وشهد هذا اللقاء حضور نخبة من العلماء والدعاة الذين تناولوا بالبحث والتحليل موضوعًا بالغ الأهمية عنوانه “أسس بناء الأسرة السوية”، وذلك في إطار (61) مجلس علمي مشترك هدف إلى ترسيخ المفاهيم الصحيحة لبناء أسرة قوية ومستقرة وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
أكد السادة اصحاب الفضيله على أن بناء الأسرة السوية يبدأ من اللحظة الأولى لاختيار الزوج أو الزوجة. فالاختيار في الإسلام ليس مجرد قرار اجتماعي، بل هو أساس تقوم عليه الحياة بأكملها. وقد استشهد العلماء بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “تُنكَحُ المرأةُ لأربع: لمالها، ولحسَبِها، ولجَمالِها، ولدِينِها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ ترِبَتْ يداكَ”، موضحين أن الدين هو الركيزة الأساسية التي تضمن استقرار الأسرة وسلامتها، لأن الزوجة الصالحة تعين زوجها على طاعة الله، وتكون أمًا قادرة على تربية أجيال تنفع المجتمع والأمة.
انتقل الحديث بعد ذلك إلى دور الرجل في بناء الأسرة، حيث أوضح العلماء أن مسؤولية الرجل لا تقتصر على توفير المأكل والمشرب، بل تمتد لتشمل قيادة الأسرة بحكمة وعدل، وفقًا لقوله تعالى: “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ”. وأكدوا أن القوامة في الإسلام ليست تسلطًا أو استبدادًا، بل هي تكليف شرعي يتطلب من الرجل أن يكون رحيمًا وعادلًا في تعامله مع زوجته وأبنائه، مستشهدين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “خيرُكم خيرُكم لأهلِه، وأنا خيرُكم لأهلي”.
كما تطرق العلماء إلى مفهوم الزواج في الإسلام باعتباره ميثاقًا غليظًا ومسؤولية عظيمة. فالزواج ليس مجرد ارتباط بين شخصين، بل هو بناء لأسرة تكون نواة لمجتمع متماسك. واستشهدوا بقول الله تعالى: “وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا”، مشيرين إلى أن هذا الميثاق يتطلب من الزوجين الالتزام الكامل بتعاليم الإسلام في التعامل مع بعضهما البعض ومع الأبناء.
أوضح العلماء أن التفاهم والمودة والرحمة بين الزوجين هي أساس استقرار الأسرة، مستشهدين بقول الله تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً”. وأكدوا أن المودة والرحمة ليست مجرد مشاعر، بل هي أفعال تظهر في كل تفاصيل الحياة اليومية بين الزوجين، وتنعكس في أسلوب تعاملهما مع أبنائهما.
كما تناول اللقاء أهمية التربية السليمة للأبناء باعتبارها إحدى أهم مسؤوليات الوالدين. فقد أوضح العلماء أن الأبناء هم أمانة في أعناق والديهم، وأن حسن تربيتهم يعود بالنفع على الأسرة والمجتمع بأسره. واستشهدوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ما نَحَلَ والدٌ ولدًا أفضلَ من أدبٍ حسنٍ”. وشددوا على أن التربية لا تقتصر على توفير الاحتياجات المادية فقط، بل تشمل غرس القيم والأخلاق الحميدة، وتعليم الأبناء الالتزام بتعاليم الدين في كل أمور حياتهم.
وألقى العلماء الضوء على أهمية الحوار الأسري كوسيلة لتقوية العلاقات بين أفراد الأسرة. فالحوار يساهم في حل المشكلات وتعزيز روح التعاون، مما يؤدي إلى بناء أسرة متماسكة قادرة على مواجهة التحديات. وأكدوا أن الإسلام يحث على التشاور والتفاهم بين الزوجين، كما في قوله تعالى: “وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ”.
اختُتم اللقاء بالدعوة إلى الالتزام بتعاليم الإسلام في بناء الأسرة، مع التأكيد على أن استقرار الأسرة هو استقرار للمجتمع بأسره. كما أُشيد بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الأوقاف والأزهر الشريف في توعية المجتمع بأهمية الأسرة، والدور الريادي الذي تقوم به مديرية أوقاف أسيوط في تنظيم مثل هذه الفعاليات التوعوية التي تساهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك.
إتبعنا